وَأَخَذَ اللهُ الْإِنْسَانَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَفْلَحَهَا وَيَعْتَنِيَ بِهَا. وَأَمَرَ اللهُ الْإِنْسَانَ وَقَالَ: ”لَكَ الْحُرِّيَّةُ أَنْ تَأْكُلَ مِنْ أَيِّ شَجَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ، إِلَّا شَجَرَةَ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، فَإِيَّاكَ أَنْ تَأْكُلَ مِنْهَا، لِأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا تَمُوتُ.“وَقَالَ اللهُ: ”لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يَكُونَ الْإِنْسَانُ وَحِيدًا. سَأَصْنَعُ لَهُ مُعِينًا مُنَاسِبًا لَهُ.“ وَكَانَ اللهُ قَدْ كَوَّنَ مِنَ الْأَرْضِ كُلَّ الْوُحُوشِ، وَكُلَّ طُيُورِ السَّمَاءِ، وَأَحْضَرَهَا إِلَى الْإِنْسَانِ لِيَرَى مَاذَا يُسَمِّيهَا. فَالِاسْمُ الَّذِي أَطْلَقَهُ الْإِنْسَانُ عَلَى كُلِّ كَائِنٍ حَيٍّ، صَارَ هُوَ اسْمَ ذَلِكَ الْكَائِنِ. فَأَطْلَقَ الْإِنْسَانُ أَسْمَاءً عَلَى كُلِّ الْبَهَائِمِ وَطُيُورِ السَّمَاءِ وَالْوُحُوشِ. أَمَّا الْإِنْسَانُ فَلَمْ يُوجَدْ مُعِينٌ مُنَاسِبٌ لَهُ.وَجَعَلَ اللهُ الْإِنْسَانَ يَنَامُ نَوْمًا عَمِيقًا. وَبَيْنَمَا هُوَ نَائِمٌ، أَخَذَ ضِلْعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ، وَسَدَّ مَكَانَهَا بِلَحْمٍ. ثُمَّ صَنَعَ مِنْ هَذِهِ الضِّلْعِ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى الْإِنْسَانِ. فَقَالَ آدَمُ: ”هَذِهِ الْآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي، وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. فَهِيَ اسْمُهَا امْرَأَةٌ لِأَنَّهَا مِنِ امْرِئٍ أُخِذَتْ.“ لِهَذَا السَّبَبِ، يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَقْتَرِنُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَصِيرُ الِاثْنَانِ وَاحِدًا. وَكَانَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ عُرْيَانَيْنِ وَلَا يَخْجَلَانِ مِنْ ذَلِكَ.
© International Sharif Bible Society, 2016