”أَمَّا الْآنَ، فَأَنَا ذَاهِبٌ إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي، وَمَعَ ذَلِكَ وَلَا وَاحِدٌ مِنْكُمْ يَسْأَلُنِي: ’أَيْنَ أَنْتَ ذَاهِبٌ؟‘ وَلَكِنْ لِأَنِّي أَخْبَرْتُكُمْ بِهَذِهِ الْأَشْيَاءِ، مَلَأَ الْحُزْنُ قُلُوبَكُمْ. لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ، إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَذْهَبَ، لِأَنِّي إِنْ كُنْتُ لَا أَذْهَبُ لَا يَجِيءُ إِلَيْكُمُ الْمُعِينُ، أَمَّا إِنْ ذَهَبْتُ فَإِنِّي أُرْسِلُهُ لَكُمْ. وَعِنْدَمَا يَجِيءُ يُبَيِّنُ لِأَهْلِ الْعَالَمِ أَنَّهُمْ عَلَى خَطَأٍ مِنْ جِهَةِ الْخَطِيئَةِ وَالصَّلَاحِ وَالْعِقَابِ. فَخَطِيئَتُهُمْ هِيَ أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ بِي. وَصَلَاحِي يَظْهَرُ فِي أَنِّي رَاجِعٌ إِلَى الْأَبِ وَلَنْ تَرَوْنِي. وَالْعِقَابُ هُوَ الْحُكْمُ الَّذِي صَدَرَ ضِدَّ سَيِّدِ هَذِهِ الدُّنْيَا.”عِنْدِيَ الْكَثِيرُ لِأَقُولَهُ لَكُمْ، وَلَكِنَّكُمْ لَا تَقْدِرُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوهُ الْآنَ. لَكِنْ عِنْدَمَا يَجِيءُ رُوحُ الْحَقِّ يُرْشِدُكُمْ إِلَى كُلِّ الْحَقِّ، لِأَنَّهُ لَا يَقُولُ شَيْئًا مِنْ عِنْدِهِ، بَلْ يَتَكَلَّمُ بِمَا يَسْمَعُ وَيُخْبِرُكُمْ بِمَا سَيَحْدُثُ. وَهُوَ سَيُمَجِّدُنِي، لِأَنَّ مَا يُخْبِرُكُمْ بِهِ هُوَ مِنْ عِنْدِي. كُلُّ مَا هُوَ لِلْأَبِ هُوَ لِي. وَلِهَذَا قُلْتُ لَكُمْ إِنَّ مَا يُخْبِرُكُمْ بِهِ هُوَ مِنْ عِنْدِي.
© International Sharif Bible Society, 2016