”لَا تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي الْأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُهَا الْعُثُّ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ اللُّصُوصُ وَيَسْرِقُونَ. بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ حَيْثُ لَا يُفْسِدُ عُثٌّ أَوْ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لَا يَنْقُبُ لُصُوصٌ لِيَسْرِقُوا. لِأَنَّ قَلْبَكَ يَكُونُ فِي الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ كَنْزُكَ.”الْعَيْنُ مِصْبَاحُ الْجِسْمِ. فَإِذَا كَانَتْ عَيْنُكَ سَلِيمَةً، يَكُونُ جِسْمُكَ كُلُّهُ مُنَوَّرًا. وَإِذَا كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً، يَكُونُ جِسْمُكَ كُلُّهُ مُظْلِمًا. فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلَامًا، فَمَا أَشَدَّ الظَّلَامَ فِـيكَ!”لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لِأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يَكْرَهَ الْأَوَّلَ وَيُحِبَّ الثَّانِيَ، أَوْ يَكُونَ مُخْلِصًا لِلْأَوَّلِ وَيَحْتَقِرَ الثَّانِيَ. لَا تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ مَعًا.”هَذَا هُوَ السَّبَبُ أَنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَنْ لَا تَقْلَقُوا عَلَى طَعَامٍ أَوْ شَرَابٍ لِمَعِيشَتِكُمْ، وَلَا عَلَى مَلَابِسَ لِأَجْسَامِكُمْ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَهَمَّ مِنَ الطَّعَامِ وَالْجِسْمُ أَهَمَّ مِنَ الْمَلَابِسِ؟ اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ، إِنَّهَا لَا تَزْرَعُ وَلَا تَحْصُدُ وَلَا تَجْمَعُ فِي مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ السَّمَائِيُّ يَرْزُقُهَا. أَلَسْتُمْ أَهَمَّ مِنْهَا بِكَثِيرٍ؟ هَلْ يَقْدِرُ وَاحِدٌ مِنْكُمْ، مَهْمَا قَلِقَ، أَنْ يُضِيفَ وَلَوْ سَاعَةً وَاحِدَةً إِلَى عُمْرِهِ؟ وَلِمَاذَا تَقْلَقُونَ عَلَى الْمَلَابِسِ؟ تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ وَكَيْفَ تَنْمُو، إِنَّهَا لَا تَتْعَبُ وَلَا تَغْزِلُ. لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ، وَلَا حَتَّى سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ جَلَالِهِ كَانَ يَلْبَسُ مِثْلَ وَاحِدَةٍ مِنْهَا. فَإِنْ كَانَ الْعُشْبُ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ فِي الْحَقْلِ وَيُرْمَى غَدًا فِي النَّارِ، يُلْبِسُهُ اللهُ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ، أَلَا يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ بِالْأَوْلَى يَا قَلِيلِي الْإِيمَانِ! فَلَا تَقْلَقُوا وَتَقُولُوا: ’مَاذَا نَأْكُلُ؟‘ أَوْ: ’مَاذَا نَشْرَبُ؟‘ أَوْ: ’مَاذَا نَلْبَسُ؟‘ كُلُّ هَذِهِ الْأُمُورِ يَجْرِي وَرَاءَهَا أَهْلُ الدُّنْيَا، وَأَبُوكُمُ السَّمَائِيُّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَيْهَا كُلِّهَا. بَلِ اطْلُبُوا أَوَّلًا أَنْ تَمْتَدَّ مَمْلَكَةُ اللهِ وَيَسُودَ صَلَاحُهُ، وَهَذِهِ الْأُمُورُ كُلُّهَا تُعْطَى لَكُمْ بِالْإِضَافَةِ إِلَى ذَلِكَ. فَلَا تَقْلَقُوا عَلَى الْغَدِ، لِأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِنَفْسِهِ، يَكْفِي كُلَّ يَوْمٍ مَا فِيهِ مِنْ مَشَاكِلَ.
© International Sharif Bible Society, 2016